السبت، 6 يوليو 2013

نقطة نور



  ( بابا..لا تنسى أن تشتري لي لعبة سبونج بوب أثناء رحلة صيدك..أحبك :) ) ..تلقى الأب الجندي هذه الرسالة من صغيرته ذات الست سنوات فابتسم للحظات وحاول أن يتخيل لحظات اللقاء الدافئة السعيدة معها بعدما ينتهي من مهمته في الحرب ولم يرجعه إلى واقعه سوى صوت قائده الأجش يأمره بتحضير سلاحه لعملية مسح قادمة. 
  أثناء ذلك،انطلقت الصواريخ من كل صوب وحدب لتدمر كل منطقة عامرة في المدينة حتى استحالت خرابـًا ونودي على الجنود لكي يستعدوا للهبوط إلى الأرض التي كانت -منذ دقائق- مدينة عامرة. فهذه هي العملية النهائية التي تم تدمير المدينة بها،وانتهت مهمة الجنود في هذا المكان وسيعودون قريبـًا إلى أرض الوطن بعدما أنهوا وطنـًا آخر لينعموا في وطنهم بالحرية والأمن والسعادة وسط أناشيد عائلاتهم ،تكريمات القادة لهم ،أحضان زوجاتهم وضحكات وقبلات صغارهم .
  تسيد الصمت والدمار المكان وأخذ الجنود يبحثون بأسلحتهم عن أي شيء حي ليقتلوه..سواء أكان بشرًأ أو حيوانـًا أو نباتــًا أو حتى حشرة .. لقد صدرت الأوامر ويجب أن ينتهي هذا المكان ويفنى من على وجه البسيطة.
  ومن بعيد صدرت غلوشة مألوفة لجهاز تلفاز،فأثار ذلك استغراب الأب الجندي ،فكيف وسط كل هذا الدمار أن يعمل جهاز تلفاز ؟! فقرر أن يستكشف بنفسه واتجه بحذر إلى المكان الذي يصدر منه الصوت،فوجد طفلاً صغيرًا يجلس متابعـًا لبرنامج الأطفال الذي يـُعرض دون أن يعير انتباهـًا لأي شيء حوله،صرخ فيه الأب الجندي لكي ينتبه ولكن ضاعت صرخاته هباءًً منثورًا أمام إصرار الطفل على متابعة البرنامج دون أن يلتفت إليه،فلم يتردد الأب الجندي ووجه سلاحه إلى ظهر الطفل وأخذ يتأهب لإطلاق الرصاص ثم لمح الشاشة..
  فامُتقع وجهه وتراخت أصابعه على الزناد؛هذا لأن الطفل كان يتابع بشغف لا حدود له برنامج (سبونج بوب) للأطفال،وتذكر الأب الجندي ابنته الصغيرة وكيف كانت تتطلع بشغف إلى عودته من أجل اللعبة ولوهلة تخيل ابنته مكان الفتى الصغير..
توتر الأب الجندي وازدرد لعابه و...
  سـُمعت أصوات الطلقات من ذلك المكان ورأي الجنود الموجودون في المكان دماء كثيرة حيث اختطلت دماء الفتى الصغير بدماء الأب الجندي وفي غرفة القيادة تلقى القائد رسالة مقتضبة تقول :

( تم القضاء على الجندي رقم 9135 وفريسته لتردده في إطلاق الرصاص)


تمت .


هناك 8 تعليقات:

  1. معبرة و بشدة :)
    لكن سؤال من فضلك , الي كان في تصورك .. ان الجندي ده اسرائيلي في فلسطين او امريكي في العراق مثلا ولا حاجة مختلفة ؟
    أيا كان .. قصة جميلة اوي .. عاش :D

    ردحذف
    الردود
    1. :)

      القصة تنطبق على أي زمان ومكان وأشخاص..مش محددة بدولة بعينها أو معاناة شعب بعينه :)

      تسلمي :*

      في انتظار زيارتكِ دومـًا

      تحيتي

      حذف
  2. انتِ ازاى كدا
    راااااائعة يا سو :)

    ردحذف
    الردود
    1. أهو كدا :)
      هنعمل ايه بقه..

      ردكِ دايمـًا بيديني دفعة معنوية قوية يا آية :*

      تسلمي لي

      في انتظار زيارتكِ دومـًا

      تحيتي.

      حذف
  3. تحفة يا سارة
    وقلمك راائع
    استمري :)

    ردحذف
    الردود
    1. انتي اللي رائعة يا منى :)

      تسلمي على المرور والتعليق الجميل جدًا دا :*

      في انتظار زيارتكِ القادمة

      تحيتي .

      حذف
  4. قصه رائعه جدا..يسلم قلمك :)

    ردحذف
    الردود
    1. أشكرك جزيل الشكر :)

      في انتظار زيارتك دومـًا

      تحيتي.

      حذف