الاثنين، 10 فبراير 2014

الكاتب في عصر الفيسبوك

لتعلم يا صديقي،أن الكاتب في عصر الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي قد صار أبطأ حركة،أقل صدقـًا في إنتاجه.
فلقد فرض علينا الظرف -نحن معشر كُتاب عصر الفيسبوك- نمطـًا مختلفـًا من الحياة.لم يعد أحد فينا يخرج كثيرًا ويصطدم بالآخرين،عيوننا صارت هي التي تصطدم بحروف الآخرين وأصبحت انفعالاتنا محددة في وجوه صممها آخرون أو في كلمات اسـتـُهلكت ألف مرة.
صحيح أن الفيسبوك صار كالملجأ كلما اشتدت علينا العواصف نلجأ إليه لكنه حرمنا من متعة التجربة ومعرفة الآخرين على وجه هذه البسيطة معرفة حقة.
لقد أصبحنا نخرج من أجل أن نعود فنكتب لأصدقائنا على الحائط (شكرًا على اليوم الجامد أوي).صرنا نحب لنغير علاقتنا من أعزب إلى (مرتبط) فـ(الأمر معقد). وبدون النظرة الساخرة لكل هذا،صارت ذكرياتنا متاحة للجميع:صورنا،أين كـُنا ليلة أمس،ماذا تناولنا على الغداء الأسبوع الماضي...وكأنه لم يعد لدينا حياة خارج مستطيل (الحالة).

أتعرف؟!
لقد خرجت منذ عدة أيام مع صديقاتي وعدت سعيدة ولم أكتب حرفـًا واحدًا عنهن،لم أشاطر حالة (السعادة) ولم أكتب تويتات عما حدث ولم أستخدم هاتفي لالتقاط صورة لنا.
ولقد شعرت أن هذا اليوم قد أصبح في داخلي ذكرى جميلة لا تحتاج لمشاطرة أحد سوى نفسي وهنّ،وشعرت أن هذا الحدث سوف يؤثر في كتاباتي مستقبلاً ربما أكثر مما سوف يؤثر شيء قد شاطرته على صفحة الفيسبوك.
لأنني في ذلك اليوم.. شعرت بالحياة خارجـًا ولو لبضع ساعات فحسب!

السبت، 1 فبراير 2014

ليه عبرتي الشط الأسود يا عـُلا؟!


عفريت اسود مقيت
يدور على قلوب البشر
عمّ يطلع يبيد..يخيف
ويمّوت في أحلام البشر
ويعيش جوا نفوسنا
واحد واحد عمّال يشتغل
يدمر أحلى ما فينا
وإحنا أحلى ما فينا الأمل
وحتى لو هجمت عليه وقتلته
رحّ يعيش بين الأخاديد
جوا الشقوق
ومهما طلّعت ميت عفريت قتيل
هيبيض خلفه ألفين وأحد عشر
صحيح الحرب وسخة
بس أصحابها أوسخ
وهي إيه الحرب
غير شوية سلاح
بإيدين البشر
يمـّوت
ليه عبرتي الشط الأسود يا عـُلا؟!
وخاطرتي بشوفة العفاريت
ما تعلميش
أهم بشر..صريخ قتيل
ولا سهم وشـَرّر؟


وعفاريتك ظلال سودا تلعب معك ..
استغماية..
استغماية تظهر تختفي..لونها اسود وهي سودا،من جوا ومن برا..لون واحد ملوش ضل ولا ليه تعريف وبيمتصهم كلهم.
قوس قزح اختفى..
حتى العين لم تعد تراه،صار ومضة في الذكريات.هاتف ذهب ومات.
لون..لوحة..صورة بلا تعريف بلا برواز.
وأنا واقفة هاهنا وهناك..
لا مكان محدد ولا زمان
فقط خط وهمي يفصل بين الماضي والحاضر،أفتش عن خط الزمن الثالث فلا أراه...
وتحين مني نظرة نحو الشاطيء الآخر فتتسارع الظلال السوداء لإخفائه عني،وأبقى هنا وحيدة ..على الشط الأسود

ليه عبرتي الشط الأسود يا عـُلا؟!
وليه جدفتي معايا القارب؟!
ما كفاكيش حياة واحدة هناك
ولا هي نزعة الصداقة
خطفتكِ
 وتعقبتكِ حتى الأبدية؟
وليه تركنا شط الأمان
ومين حدفنا هنا يوم من الأيام؟!
وايه اللي بكتبه دا؟
ويعني ايه كلام وقصايد عن الآلام
محدش هيحس بيه غير لو
عبر معايا
الشط الأسود للآنام.