الأحد، 18 أغسطس 2013

لماذا يكرهون البرادعي ؟!

قد تبدو هذه المقالة منحازة وقد يبدو الكلام مـُعادًا
ولكن ما الجديد الذي تقدمه مصر حتى نــُغير كلامنا ؟!



لماذا يكرهون البرادعي !؟

يكرهه الفلول لأنه أول وقف أمام مبارك كأيقونة عالمية لا كرموز محلية فقط كانت تتخذ مجلسها على مقهى البورصة ووقفاتها أمام سلالم نقابة الصحافيين لبضعة ساعات ودُمتم .

يكرهه الإسلاميون  السياسيون لأنه يدعم حقهم في التعبير عن الرأي لكن يختلف معهم في آرائهم،ونحن نعلم أنهم يعادون تلقائيـًا مـَن يخالفونهم في آرائهم .

يكرهه المغيبون لأنهم تأثروا بإعلام مبارك الذي اتهمه بما آلت إليه الأوضاع في العراق ولم يحاولوا القراءة أو البحث.

يكرهه المعارضون الكارتونيون الذين صنعهم إعلام مبارك -الذي تظاهر بأنه مـعارض -؛لأنه سحب البساط من تحت أرجلهم،لأنه كان واضحـًا صريحـًا وكان خطابه صادقـًا فصدقه الشباب المـُكافح .

 يكرهه المحايدون لأنه يتخذ مواقف قد توصف بالحياد لكنها تخفي بين طياتها وفاءً بمبادئه التي لا يحيد عنها.

أنا أحترم الدكتور البرادعي وأدعمه،وأرى الخطوة التي قام بها -بعيدًا عن رفضي أو تأييدي لها فالوقت مازال مبكرًا للحكم- وقدم استقالته ماهي إلا استمرار لنزاهة موقفه وأخلاقه وعدم رغبة منه في أن يـُكتب اسمه بعد هذا العمر الطويل من المناداة بالحرية والعدالة في تأريخ فترة قد يُظلم فيها موقفه وقد يـُتهم بهدر دماء مصريين أو حتى السكوت عن هذا الهدر...فهو رجل لا يفعل إلا ما يـُرضي ضميره حتى لو كان على حساب الآخرين.
لا أراه قد خذل الوطن،فالخذلان الحقيقي يقبع داخل كل مـَن هلل للقتل والدمار،وكل من ضلل الناس،وكل مـَن ساهم ولو بذرة في إهانة مصر
والخذلان لا يتسق مع الضمير،فالضمير هو صوت الحق ولا يمكن أن يكون خذلان الأوطان في إرضاء الضمير.
 
 ورغبتك في سب البرادعي واضحة عزيزي القاريء،فهذا الرجل خـُلق ليـُسبّ !
فهو يشبه ذلك الشخص في الفيلم الذي يـُضرب طوال الفيلم من الأبطال والأشرار عندما يرغبون في الإنتقام ولا يجدون غيره،بينما لو سأله أي شخص عن رأيه لحل المشكلة وانتهى الفيلم وتراضى الجميع !
الفكرة أنه لا يوجد هنا أبطال وأشرار..فهنا بشر إما مشوهين أو بخير نوعـًا ما.
لذلك احذر من محاولة السب،فهي لن تـُجدي على أية حال وستدفع الرجل لدخول الجنة مجانـًا بلا ذنوب !
(واحنا هنروح في داهية)

والخلاصة،
نحن نعيش الآن مرحلة لا نفهم ماذا يحدث فيها بالضبط ولا أدري من أين يستمد بعض الناس اليقين الذي يتصفون به في محادثاتهم اليومية ؟!
فطوبى للشك ،وطوبى لمن لم يخن ضميره قط.

هناك تعليق واحد:

  1. في نظري، كان و هيفضل راجل محترم. في وسط دولة معظمها أو كلها غير محترمين!

    ردحذف