الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

أنشودة العدم


 
بعيدًا

بعيدًا

في أرض الأحلام

قد التقينا

راودتني

راودتك

ثم أخبرتني ذات مرة

أنني روحـًا

وأنت روحـًا

في انتظار تمام الإنصهار

قد بلغ منا التيه تعبـًا 

وضاقت بنا الأرض بما رحبت

وقررنا ..

قررنا الصعود إلى أعلى

والانصهار وسط السحاب

وطـِرنا طالبين الخلاص

طالبين الخلود في العدم 

وطـرِتُ 

وطرِتَ 

وحلّقتُ

وحلّقتَ

ثم أتت تلك اللحظة..

حينما أمست الأرض بعيدة

فانصهرنا..اندمجنا

وصرنا نون الجمع ونا الفاعلين 

في محل تحليق سرمدي

بلا أنا..بلا أنت فقط !

وصارت الأرض نقطة

وأصبحت الشمس نقطة

ونحن الخط الواصل في ممر المنتصف

لا نتألم من ثبات الأرض ولا نذوق حـُرقة الشمس

ولكنهم راهنوا على انتهاء اللحظة 

ولكنك استمعت إلى ندائهم ...

قالوا وقـُلتُ


وعـُد كما كنتّ
من العدم
وحيث إليه تنتهي


واستجبتّ

واستجبتُ

وهـرُعت خارجـًا من بوتقـَتِنا

فصرتُ وحيدة بلا ظل،بلا جسد 

بلا روح 

مجرد حـُطام.. مجرد حـُلم..مجرد شيء يبحث عن تعريف وسط الدوامة..وسط هذا الفراغ الفسيح 

وأخذتُ أسبح في فضاء اللامكان

سحبتني الأرض بجاذبيتها

ووارت شمسي ضوئها

فصرتُ باردة.. خارجـًا/داخلاً

وارتميت في تقاطع طـُرق أرضي

بين أرجل المارّة والسـّيارة 

في انتظار النهاية في آخر الممر ..

تلك ..

حيث تأتي في عجلات سيارة 

أو أسفل عصا عجوز.


- سارة حسين 
26 نوفمبر 2013

مـَن سيحمل كلماتي ويهرُع لُيشعِل نارًا في المفارق..؟

*نوري الجراح-يوم قابيل

هناك 4 تعليقات:

  1. كلمات جميلة ..

    أول مرة اسمع بـ نوري الجراح .. سوف أبحث عنه بالتأكيد.

    سعدت بمروري هنا اليوم وأعذريني يا سارة على التقصير في الزيارة لضيق الوقت وكثرة المشاغل.

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ عزيزتي :)

      هو شاعر سوري راقي الكلمات،أنصحكِ فعلاً بالبحث عنه والقراءة له

      لا بأس

      في انتظار زيارتكِ دومـًا

      تحيتي

      :*

      حذف
  2. جميلة رقيقة ياسارة ، من اين لك بكل هذا النضوج و الرقة
    سلمت يداك :)

    ردحذف
    الردود
    1. أبهجتني كلماتكِ عزيزتي

      :)

      كم أنتِ جميلة ورائعة :*

      أشكركِ على المرور والتعليق

      سلمتِ

      وفي انتظار زيارتكِ مرة أخرى قريبـًا

      تحيتي

      :*

      حذف